إلى المغرّد السجين
الشاعرة: فدوى طوقان

شدْوُك يأتينا حبيب الصدى
محلّقًا رغم انغلاق الرحابْ
يا طائري السجين فاصدح لنا
من خلف جدران الدجى والعذابْ
غنّ, فقضبان الحديد التي
تسدّ في وجهك رحب الفضاءْ
لن تحجب الغناء عن سمعنا
يا طائري.
غنّ, فدرب الرجاءْ
ما زال يمتد مشعّ الضياءْ
رغم انطباق الليل من حولنا
* * *
أرجعني شدوك يا طائري
إلى زمان قد طواه الزمانْ
إذ أنت طلْق الخطو, طلقُ الجناحْ
أيّام كانت ظلّة الياسمين
تحضننا, وأنت تشدو لنا
شعر المنى والزهو والعنفوانْ
فتقرب النجوم من أرضنا
تصغي إلى اللحن ونصغي,
وكانْ
ملء أغانيك اخضرارُ المروجْ
ونضرة السفح, وبوح الأريجْ
وملئها كان هديرُ الرياحْ
وكان فيها من شموخ الجبالْ
في وطني,
وعزّةٌ لا تنالْ
إلاّ مع النّصر وفوْز الكفاحْ
* * *
يا طائري السجين اصدح لنا
رغم هوان القيد رغم الظلامْ
فالأفق ما زال غنيَّ المنى
ينتظر الشمس وراء القتامْ
المجد للنور, فلا تبتئسْ
والنصر للحرية الرّائعهْ
وغدنا موطن أحلامنا
فلا تقل أحلامنا ضائعهْ
* * *
يا طائري, هناك درب الرجاءْ
هناك يمتدّ مشعّ الضياءْ
رغم انطباق الليل من حولنا.

المصدر: YIAL FORUMS


إلى المغرد السجين إلى