المزاوجة في الألفاظ
قارب العرب كلامهم وزاوجوه ليعطي معنى جميلا مع الاحتفاظ بموسيقاه الصوتي من ذلك:
تقولُ العربُ: إنه لسَاغِبٍ لاغِبٍ. فالساغِبُ: الجائعُ، واللاغِبُ: التعبان.
قال الأصمعيّ: رجُل خَيَّاب هَيَّابٌ. قال: خيّابٌ مِنْ خَابَ.
وما له حَلُوبَةٌ ولا رَكُوبةٌ. الحلوبةُ: ما تُحْلَبُ، والركوبةُ: ما تُرْكَبُ.
وإنّه لمُجرَّبٌ مُدرَّبٌ.
ورجُل خائِبٌ لائِبٌ، فالخائِبُ: الذي لم يَنَلْ مُرادَهُ. واللائِبُ: الذي يَلُوبُ أي يدور يطلب الشيء.
ورجُلٌ طَبٌّ لَبُّ. فالطَّبُّ: العالِمُ الحاذقُ واللَّبُّ: من اللُّبِّ، وهو العَقْلُ.
وحكى بعضُهم: أَرِبٌ جَرِبٌ. فالأرِبُ: المتوجِّعُ من آرابِهِ وهي أعضاؤُه. والجَرِبُ من الجَّرَبِ.
ويقولون: ما لَهُ هارِبٌ ولا قارِبٌ، أي مالَهُ صادِرٌ عنِ الماءِ ولا وارِدٌ.
ومنه قولُهم عندَ المبايعةِ: لا شَوْبَ ولا رَوْب، ولا شَيْبَ ولا عَيْبَ.
والرَّوْبُ: اللَّبَنُ: والشَّوْبُ: العَسَلُ.
يقال أيضا: إنّه مُعْفِتُ مُلْفِتٌ، إذا كان يَعْفِت كُلَّ شِيءٍ ويَلْفِتُهُ، أي يَدُقُّهُ.
وإنّه لعِفْريتٌ نِفْرِيتُ.
وربما قالوا: عِفْرِيَةٌ نِفْرِيَةٌ للداهي.
وامرأةٌ خَفُوتٌ لَفُوتٌ. الخَفُوتُ: الساكنةُ، واللفوت: التي تَلْفِتُ نفسهَا عمّا يُكْرَهُ.
وفَرَسٌ صَلَتَانٌ فَلَتَانٌ، إذا وُصِفَ بالنشاطِ وحدَّةِ الفؤادِ. أما الصَّلَتَانُ فمِنَ الصَّلْتِ والانْصِلاتِ، والفَلَتَانُ كأنّه من أَفْلَتَ.
ويقولون للأحمقِ: هَفَّاتٌ لفّاتٌ، يُوصَفُ بالخفّةِ، وربما خَفَّفُوا فقالوا: هَفَاةٌ لَفَاةٌ.
وقالوا في جواب مَنْ قالَ: هاتِ . لا أُهاتيكَ ولا أُواتيك. والمعنى مفهومٌ في الكلمتين.
ويقولون: لم يَبْقَ منهم ثبيتٌ ولا هبيتٌ، أي جبانٌ ولا شجاعٌ.

من كتاب الاتباع والمزاوجة لابن فارس بتصرف

المصدر: YIAL FORUMS


المزاوجة بين الألفاظ لدى العرب بين لدى