خالد النجار / لقد تعودنا منذ الصغر ان نتمتع بخيرات بلادنا المختلفة ومنها الجانب الزراعي الذي تتميز به ومنها المنتوجات الطبيعية ...
والاخرى التي يقوم بزراعتها الناس، وفي كوردستان يوجد الكثير مما يميزها عن بقية المناطق، وعلى سبيل المثال هناك من المنتوجات الزراعية التي تعتبر (صوغة او هدية) لا بد للناس من شرائها واخذها لمن يحبون مثل (الجوز واللوز والفستق والحلويات وخاصة) من السما التي تشتهر بها السليمانية حيث ان هذه الحلوى هي من انتاج الطبيعة وليس من صنع البشر وتعرف هنا بـ(كازو) وتعني (من السما) وهي (المن والسلوى) التي تعتبر من اشهر الحلويات في السليمانية ، كما وتعتبر من الهدايا المميزة التي يقبل عليها السياح من كل مكان وتكون عادة اجمل هدية يتم ايصالها للاهل والمحبين والجيران والاصدقاء ، وهي الحلوى اللذيذة والطبيعية التي لا يتدخل الانسان في صنعها بل يصنعها ويكتفي فقط باذابتها وهي من القطع الخام التي تجمع من الاشجار التي سناتي على ذكرها لاحقا . وتشتهر السليمانية بببيع هذه الحلوى التي انتشرت في معظم الاسواق ولكن ليس بجودة انتاج ايام زمان لا من حيث الطعم والاصالة التي عهدناها في هذه الحلوى التي كانت طبيعية . واليوم أصبحت صناعية ولا تشبه (من السما) أيام زمان ولو بقدر بسيط . يقول الملا قادر وهو الوريث عن والده لهذه المهنة : بصراحة لم تبقى لهذه الحلوى سوى الاسم والشكل . نعم والسبب في ذلك يعود الى الغش الصناعي الذي يمارسه الكثيرين من اجل المكسب السريع على حساب الجودة والصناعة الماهرة ، وان ما يدخل في صناعتها هذا اليوم يختلف كثيرا عن انتاجها بالامس حيث كانت تحتوي على الكثير من (المكسرات مثل الجوز واللوز والفستق) والذي كان يولى اهتماما جادا في انتاجه وتصنيعه ليكون نقيا وصافيا مئة % اضافة الى بقية المنتوجات والحلويات الاخرى مثل اللقم المستكي اللذيذ جدا والسمسم والسجق والجيلاتين الملون واللقم العادي بانواعه المعروفة بالسوق . وأنا شخصيا كنت اعرف من والدي رحمه الله ان هذه الحلوى طبيعية وليست من صنع البشر ولكن الاضافات والتقطيع وغير ذلك اجاز لنا تسميتها بانها مصنعة ووضعها في علب من المعاكس او الفايبر وحتى يومنا هذا ولكن ليست بجودة او اصله انتاجها ايام زمان كما اسلفنا، ويقول : نعم ان ما ذكرته صحيح لان من السما حلوى شهيرة ولذيذة تتكون من الطبيعة وليس من زراعة او صناعة البشر وتتكون عادة فوق الاشجار وتحديدا على ورق الاشجار حيث يقوم الفلاحين بجمعها من على الاشجار وخاصة اشجار البلوط في كوردستان العراق وعلى المناطق الحدودية مابين العراق وايران وفي منطقة بنجوين تكون بكميات كبيرة وهي تميل الى الصفرة عند تصفيتها لكي يتم عزل اوراق الجر اللاصقة بها ويتم تصفية باقي المنتوج ويضاف له المطيبات والمكسرات بانواعها التي تعرفونها جميعا ، وان القدماء من اجدادنا هم اللذين ذاقوا طعمها الحقيقي الذي لا يوصف وليس ما ينتج من هذه الحلوى في ايامنا هذه . اما صاحب محل لبيع الحلويات ومن السما في السليمانية فيقول : ان انتاج هذه الحلوى قد ازداد ولكن ومع الاسف الشديد ليس بالجودة او الاصالة التي كان الجميع يعرفها لاسبابا تتعلق بالتجارة والربح السريع غير مكترثين لانتاجه ، حيث كان السياح ولا يزالون حتى يومنا هذا يقبلون على هذه الحلوى اضافة الى زوار السليمانية العراقيين من كل المحافظات الاخرى حيث يعتبرونها من اجمل الهدايا التي يقدمونها لاحبتهم في كل المناسبات وخاصة بعد العودة الى بغداد محملين بتلك الحلوى لمن يحبون، وان الحلوى الاصلية وهي في وضعها (الخام فتكون لونها على خضار فاتح واشبه بكتل صخرية) واقصد وهنا المن السما الاصلية وليس التجارية لحالية حيث يكون لونها ابيض كما تلاحظون ، ولكن احتفظت هذه الحلوى بطريقة حفظها وهي في (علب خشبية) مستطيلة منذ زمن بعيد وحتى اليوم احتفظت فقط بالعلبة ولكن المضمون اختلف تماما . ويضيف ان جمع هذه الحلوى يصل سنويا الى اكثر من (خمسون طنا وتتفاوت نسب البيع والشراء حسب المعامل التي تنتج هذه الحلوى ونسبة الاقبال عليه لان هناك معامل تنتج لاجل التصدير وتوفير كميات كبيرة منه للسوق المحلية داخل السليمانية وخارجها من المحافظات العراقية الاخرى لان اكبر نسبة اقبال على هذه الحلوى هي من العراقيين اللذين يعتبرونها من افضل الحلويات الاصلية والطبيعية ! ويصل سعر الكيلو الواحد عند الشراء الى (سبعة الاف وخمسمائة دينار) ويكون سعر الطن الواحد سبعة ملايين ونصف المليون دينار عراقي وهذا المبلغ كبير جدا مقارنة بصافي المنتوج الذي يكلفنا ( تصفيته وغربلته من كل الشوائب التي تعطي وزنا اخر بعد التصفية وتنقيته تماما ، لذلك تجد ان هذه الحلوى تكون مكلفة جدا ويكون سعرها مرتفع عن بقية الحلويات الاخرى اما المنتوج العادي من (من السما) والذي يباع في هذه العلب فيكون سعر العلبة (من 2000 ـ 2500 ـ 3000 الاف دينار) أما الأصلية فيصل سعرها الى 15000 خمسة عشر الف دينار وقد يصل الى اكثر من ذلك في بعض الاحيان . ولكن هناك الكثير من الناس لا يعرفون كيف يتم انتاج هذه الحلوى الطبيعية او كيف يميزون الاصلي من العادي يقول: تتم عملية التصفية لهذه الحلوى بعد ان توضع كمية من خامة (من السما) في قدر كبير ولاية كميه يحددها المعمل حيث يتم غليه الى ان يصبح ماده سائلة تميل الى اللون البني ويصل الى درجة الغليان بعد ساعات ويترك قليلا ليبرد بعد ذلك يتم غربلته وتصفيته تماما من كل لشوائب ويصبح سائلا اشبه كلزوجة الدبس ويكون لونه بني ، ثم يضاف اليه (بياض البيض) ومادة الغـــار، ويترك على النار لمدة ساعة عند ذلك تضاف اليه بقية المواد مثل المكسرات من اللوز والفستق وهكذا يترك الى ان يبرد تماما ليوم كامل ، ومن ثم يتم تقطيعه الى قطع صغيرة حسب احاجة ومن ثم يوضع في في علب خشبية مع اضافة الطحين لكي يمنع تلاصق القطع مع بعضها البعض بسبب سيلانها فيما لو تركت بدون الطحين . ويضيف : وهكذا تكتمل هذه الحلوى التي يقدم على شرائها الكثير من زبائننا من الداخل والخارج وخاصة هناك الكثير من التجار اللذين يصدرونها الى الخارج لان لها سوقها في دول الغرب والدول العربية مثل الاردن وسوريا ومصر ودول الخليج العربي ، و يتميز المنتوج الكوردستاني العراقي عن غيره من الحلويات لانها حلوى طبيعية خالصة 100 % كما ان هناك الكثير من الحلويات التي تشتهر بصناعتها وانتاجها في السليمانية .
المصدر: YIAL FORUMS


(lk hgslh) hgsgdlhkdm >> pg,n 'fdudm jqhid Htov pg,dhj hguhgl lk hgslh hgsgdlhkdm hguhgl jqhid dlkd pg,dhj