نور التي غلَبت الأيام
حيّرنا الغياب، ومضى أسبوع، وآخر، ثم بعد الثالث دبّ القلق، فهتف هاتف: ماذا جرى؟ ليرد الصدى من بعيد: كل خير.
لكن الصوت يوحي بالتعب، ما هكذا كان، صوتٌ مختلف، إذًا؛ هو المرض، وليس كمثله مرض، اثنا عشر طبيبا لم يشخّصوه، مستشفى بكامل طواقمه لم يدرك السبب، فماذا انت أيها المرض؟ ولا جواب يشفي العليل.

آه ما أصلب الإرادة! كل هذا المرض اللعين ورجعُ الصدى يقول: كل خير.

أسابيع ولم يملّ السرير رفيقته، كلما غادرته قليلا ناداها من خلفها أن ارجعي، هي المتمردة دوما.. لا تقوى الآن على العصيان، فتعود منكسة علم العزّة وتهمس: سمعا وطاعة.

أسابيع والعمود الفقري لا يعرف الرحمة، فما فيه لين، ولا حراك لليسار ولا لليمين، تصلبت فيه العروق.

أسابيع والمفاصل في تراخٍ لا تحمل هذا الجسد النحيف، والنحيف راح ينتفخ، والانتفاخ في كل المسامات، لولا النحافة المعهودة لاستسمن الأقرباء وَرَمَها.

أسابيع ولا رغبة لها في الزاد، والماء قليل، وملّت النفس الدواء، والكل هناك يقف مشدوها امام ما يجري: ماذا حلّ بها؟ أتكون عينٌ أصابتها؟ وما لداء العين من طبيب.

ومرت الأسابيع بأيامها ظانة انها ستهزم هذه النفس وهذا الجسد، لكنّ نور كانت أقوى من الأيام بأسابيعها، وتغلبت على الأيام والمرض، لأنها منذ يومها الأول تمثلت قول الشاعر:
لكــل حال مـدة وتنقضي
ما غلب الأيام إلا من رضي

رضيَتْ بحكم ربها، وصبرت، فكانت لها الغلبة.
فالحمد لله على كل حال، ونسأله تعالى أن يعجّل في الشفاء التام، ويعيد نور إلى مدونتها و لـ"لغة الضاد" قريبا، فلغة الضاد اشتاقت لمؤنستها، وأصابها الجفاف في ظل الغياب.
-------------

المصدر: YIAL FORUMS


hgjd ydvj hgHdhl hgjd