اليمن، تاريخ.اليمندولة عربية تقع في الجزء الجنوبي من شبه جزيرة العرب،يحدها جنوبًا بحر العرب، وشمالاً المملكة العربية السعودية، وغربًا البحر الأحمر،وشرقًا عُمان. وتشمل هذه الحدود بلاداليمنالموحدة التي تضم ما كان يعرف بالجمهورية العربيةاليمنية، واليمن الجنوبي أو الذي أطلقت عليه بريطانيا اسم عدن ومحمياتها، أو ما عرفولفترة طويلة باليمن الجنوبي المحتل من قبل بريطانيا. وقد سُمِّي بعد الاستقلالباسم جمهوريةاليمنالديمقراطية الشعبية. وظلاليمنالشمالي يطلق علىاليمنالجنوبي اسم الجنوباليمني لأن هذا الجزء أرض يمنية لا تنفصل عن اليمن، وقد فصلته بريطانيا لأسبابوظروف استعمارية طارئة.
تقدر مساحةاليمنالموحد بحوالي 453,000كم². ويقدر سكاناليمنبحوالي 17 مليون نسمة.
يتميز سطح شمالاليمنبكونه منطقة جبلية مرتفعة يحدها سهل ساحلي ضيق فيالغرب، يعرف بسهل تهامةاليمن. ويمتاز مناخ هذا القسم مناليمنبأنه بارد فيالشتاء، ومعتدل في أيام الصيف. أما السهل فمناخه حار رطب صيفًا، دافئ في وقتالشتاء. وتسقط الأمطار على هذا الجزء مناليمنفي فصل الصيف بسبب هبوب الرياح الموسمية الغربية.
أما سطح جنوب اليمن، فهو سهل ساحلي يحاذي بحر العرب ويمتد من الغرب إلى الشرق،بالإضافة إلى المرتفعات التي تقع في شمالي السهول الساحلية. ومعروف أن المرتفعاتالغربية هي أكثر ارتفاعًا من المرتفعات الشرقية التي هي في أغلبها هضاب تتخللهاأودية، أكبرها وأهمها وادي حضرموت. وهناك صحَارَى في داخلاليمنالجنوبي تليالمرتفعات شمالاً. ومناخ الجزء الجنوبي مناليمنشديد الحرارة ورطب في الصيف، ودافئ في الشتاء. وأمطارهذا القسم مناليمنتسقط في فصل الصيف لوقوعه في مهب الرياح الموسمية.
فياليمنعدد منالمدن تأتي في مقدمتها مدينة صنعاء وتقع في وسط البلاد، ويتزايد عدد سكانهاتدريجيًا بسبب انتقال الهجرة إليها للعمل والتجارة. وهي مدينة جبليّة مرتفعة، ترتفععن سطح البحر بحوالي 7,000 قدم. وهي عاصمة البلاد ومن أقدم المدن العربية وتشتهربتاريخها الطويل العريق. وكانت تسمى في الجاهلية باسم أزال. وفي المدينة جامع كبيربني في زمن الرسول ³، وقام الوليد بن عبدالملك، الخليفة الأموي بتوسعته، ووسعهأيضًا غيره ممن حكموا البلاد اليمنية. وفي صنعاء مكتبة عربية قديمة، فيها كتبومخطوطات نفيسة نادرة. وهي مركز للنشاط التجاري في اليمن، وفيها دوائر الحكومةاليمنية. ومدينة تعز، المدينة الثانية لليمن الشمالي، تقع في منطقة جبلية، وترتفععن سطح البحر حوالي 4,000 قدم. وتقع في الجنوب من صنعاء، وتشتهر بزراعة البن اليمنيالذي يصدر إلى الخارج من ميناء المخا. ومدينة الحديدة مدينة ساحلية على البحرالأحمر، ومركز تجاري مهم، وأكبر موانئاليمنعلى البحر الأحمر. هذا بالإضافة إلى مدن: صعدة، وإب،وذمار، وزبيد، وبيت الفقيه وغيرها.
وتوجد فياليمنالجنوبي مدينة عدن، عاصمة الجزء الجنوبي مناليمنوميناء تجاري ومحطةممتازة لتزويد السفن بالوقود. ويوجد فيها مطار، وفيها أيضًا معمل لتكرير النفط. ولموقع عدن أهمية استراتيجية واقتصادية. ومدينة المكلا، الميناء الشرقي للبلاد، لهأهمية خاصة بالنسبة لحضرموت.
ومن موانئاليمن: الحديدة، والمخا، والصليف، وعدن، والمكلا. ومن جزرها كمران، وحنش، وبريم، وسوقطرىوغيرها. وفيها مضيق باب المندب، وعدد كبير من الأودية مثل وادي زبيد، ووادي سهام،ووادي بنا، ووادي ورزان، ووادي الخارد، ووادي حضرموت وغيرها من الأودية الأخرى.
ينحدر سكاناليمنمن عرب الجنوب المعروفين بالقحطانيين، وينتمون إلى أعرق الأصول العربية. وجميعالسكان عرب مسلمون، وفيهم أتباع المذهب الزيدي، ويقطنون المناطق الجبلية. أما باقيالسكان فهم سنيون شافعيون، ويتمركزون في محافظات إب وتعز والحديدة وفي تهامةوالسواحل الجنوبية. ويعتز اليمنيون بعروبتهم، وأناليمنالموطن الأول للعرب،ولعله الموطن الأصلي للشعوب السامية التي خرجت من الجزيرة العربية باتجاه الشمال. ويتكلم اليمنيون اللغة العربية.
اليمنبلد صالحجدًا للزراعة بأنواعها، ففيه أنواع المزروعات المختلفة، حيث تزرع أشجار الفواكهبأنواعها في الجبال والمناطق المرتفعة كالبرتقال والليمون والخوخ والمشمش والموزوالتفاح والكمثرى والتين والعنب وغيرها. وتزرع في سهوله وضفاف أوديته الحبوب من قمحوشعير ودخن وذرة وعدس. بالإضافة إلى زراعة الخضراوات والبن والقات والقطن. وفياليمنثروةحيوانية.
ويصدراليمنالبناليمني المشهور عالميًا. وقد عرف البن فياليمنمنذ عام 950هـ،1540م، واهتم سكاناليمنبزراعته فيالمنحدرات اليمنية. ويصدر البن اليمني عن طريق ميناء المخا، والمخا ميناء قديم علىساحل البحر الأحمر. ويصدر البن إلى بلاد أوروبا مثل إيطاليا وفرنسا وهولنداوبريطانيا، وإلى مناطق الشرق الآسيوي كالهند والصين. واشتهرت المخا بأنها مركزتصدير البن اليمني. ويصدراليمنكذلك البخور.
وفياليمنثروةمعدنية، ففيه معادن كثيرة كالذهب والحديد والرصاص والنحاس والكبريت والملح والفحمالحجري والنفط. وهناك شركات نفط أمريكية تنقب عن النفط في اليمن، خاصة في المنطقةالساحلية. وبالفعل فقد بشرت النتائج عن اكتشاف النفط في اليمن، خاصة في المنطقةالشرقية. وفي عدن مركز لتكرير النفط له أهمية كبيرة في مناطق جنوبي الجزيرةالعربية.
يعمل سكاناليمنبالزراعة التي تكثر في مناطق الأودية. ويعمل قسم منهم في الرعي خاصة في مناطق سفوحالجبال. وهناك فئة من سكاناليمنتعمل في صيد الأسماك في السواحل اليمنية، ويقوماليمنيون بتمليح الأسماك وتجفيفها كي تصدر إلى الخارج. ويتركز صيد الأسماك فيالمناطق الساحلية حول البحر الأحمر، والبحر العربي في الجنوب. وهناك فئة من سكاناليمنتعمل فيالتجارة، واليمنيون قوم مشهورون بالتجارة منذ القدم، خاصة الحضارمة منهم. والشعباليمني يحب الهجرة بسبب العمل والكسب، فمنهم أعداد كبيرة في إندونيسيا، وفي أرجاءالعالم العربي، وفي بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية. وقد توارث اليمنيون مهنةالتجارة والرحلات الخارجية عن أجدادهم القدماء الذين كانوا يمارسون التجارة ويجوبونالبحار والأقطار في معظم القارات، نظرًا لموقع بلادهم المهم على الطرق التجاريةالرئيسية: البرية والبحرية. وهناك فئة من سكاناليمنتعمل في الصناعاتاليدوية مثل: صناعة المنسوجات، والأواني النحاسية، والخناجر والسيوف اليمانية،والأحذية والقرب، ودبغ الجلود وغيرها من الصناعات الخفيفة.
تاريخاليمنالقديم
ازدهرت فياليمنقديمًا دول وممالك ذات حضارات عريقة، ويعود ذلك إلى حوالي عام 1300ق.م. فنشأت فيهالدولة المعينية، والدولة القتبانية والدولة السبئية والدولة الحميرية. وقد ظهرتآثار هذه الدول وحضاراتها وتاريخها من خلال مجموعة النقوش والمخلفات المكتوبة عنها،وما أكثرها. وركز الباحثون والرحالة الأجانب والمستشرقون على دراسة تاريخاليمنالقديم. وكانت تلكالدول تمتد باتجاه الشمال في مناطق شبه الجزيرة العربية. ووجدت فياليمنقديمًا إنجازاتحضارية رائعة في مجال الاقتصاد والعمران، فهناك القصور اليمنية القديمة، وهناك سدمأرب الذي انهار فيما بعد فكان سببًا في إضعاف الحياة الاقتصادية الزراعية فياليمنالسعيد، مما اضطر السكان إلى الهجرة مناليمنباتجاه الشمال. وقدتعرضاليمنلغزوٍخارجي حبشي وفارسي.
الإسلام فياليمن
انتشر الإسلام بسرعة في اليمن، وكان أهلاليمنمن الأوائل الذينآمنوا بما جاء به الرسول الكريم ³. وساهم اليمنيون كذلك في نشر الدعوة الإسلامية فيخارجاليمنخاصة فيشرق إفريقيا. ويعود دخول أهلاليمنفي الإسلام إلى عهد الرسول الكريم ³، عندما أرسل عليًابن أبي طالب ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما إلى اليمن، فاستجاب لهما أهلاليمنفي الحال وبدون ترددأو معارضة. ودخل سكاناليمنفي الجند الإسلامي الذي شارك في فتح بلاد الشام وغيرها. وظهر فياليمنعددمن العلماء والمحدثين وكبار رجال الإسلام. وعَيَّن الرسول الكريم ³ عددًا من العمالعلىاليمنمنهمالإمام علي ابن أبي طالب، ومعاذ بن جبل، وأبوموسى الأشعري، وخالد بن الوليد،والبراء بن عازب، وسعيد بن لبيد الأنصاري وغيرهم كثير. وكان من بين عمال الرسول ³علىاليمنوَبر بنيحنَّس الذي عمر جامع صنعاء المسمى الجامع الكبير بأمر الرسول ³. وتتابع عمالالدولة الإسلامية علىاليمنفي عهد الخلفاء الراشدين وبني أمية، وبني العباس.
ومن الملاحظ أناليمنانفصل عن الخلافة العباسية في وقت مبكر جدًا، وتأسست فياليمنإماراتإسلامية مستقلة، مما حدا بالخليفة العباسي المأمون بن هارون الرشيد إلى إرسال حملةعسكرية إلىاليمنتمكنت من إعادته إلى الطاعة العباسية. وأرسل عامله محمد بن عبدالله بن زياد واليًاعلى اليمن، وبدأ الوالي يستقل باليمن تدريجيًا، ويكتفي بالولاء الاسمي للخلافةالعباسية في بغداد. وشملت إمارة ابن زياد مناطق الشحر وحضرموت وتهامة، وأسس دولتهسنة 205هـ ، 821م، كما أسس مدينة زبيد، واتخذها عاصمة لدولته.
ظهرالمذهب الزيديفياليمنعلى يد يحيى بن الحسين بن القاسم الملقب بالرسي، (والرسي جبل قرب المدينة المنورة) الذي جاء إلى اليمن، واستقر في صعدة، وأخذت لهالبيعة، ولقب بالإمام الهادي إلى الحق. والمذهب الزيدي هو مذهب الإمام زيد بن عليزين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، والزيدية فرقة شيعية كبيرة، وأتباعهافياليمنكثيرون. وكان يحيى بن الحسين بن القاسم أول إمام زيدي حكماليمن.
قامت دولة أخرى فياليمنهيدولة بني يَعْفُرحكمت من عام 252هـ، 866مإلى عام 394هـ، 1003م، وقد نشأت أثناء فترة حكم الدولة العباسية. وظهرت تلك الدولةفي شبَام ثم في صنعاء في عهد أسعد ابن أبي يعفر الحوالي، ثم امتدت إلى حاشد فيالشمال، وإلى مخلاف جعفر والجند والمعافر في الجنوب. ويعدّ حكم السلطان أسعد بن أبييعفر من أطول فترات حكم سلاطين بني يعفر.
تأسَّستدولة بني نجاحالمملوكية في اليمن، وحكمت تلك الدولة فترة امتدتمن عام 410هـ، 1019م، أي من بعد نهاية حكم بني يعفر حتى عام 552هـ، 1158م. وتنسبالدولة الجديدة هذه إلى نجاح مولى بني زياد الذي تسلم السيادة في منطقة تهامة فياليمن، وأعلن نفسه سلطانًا على المنطقة، وقدم ولاءه للدولة العباسية التي أجازتحكمه، ولقبته بالمؤيد نصير الدين. والمعروف أن بني نجاح من أصل حبشي.
كما نشأت فياليمندولة بني الصليحينسبة إلى علي بن محمد بن عليالهمداني الصليحي مؤسس الدولة الصليحية الفاطمية، وقد نادى بالدعوة باسم الخليفةالمستنصر العبيدي الفاطمي في مصر، وقامت تلك الدولة في ظل وضع سادت فيه الفوضىوالاضطراب في بلاداليمن. وحاول علي بن محمد الصليحي أن يمد دعوته الفاطمية إلىالحجاز ليقضي على الدعوة العباسية والإمارة الحسينية في مكة، إلا أنه لم يتمكن منتحقيق ذلك.
ظهرت في اليمن، خاصة في الجنوبدولة بني زُرَيععام 463هـ، 1070م، وهمينتمون إلى المكرم اليامي الهمداني، ويعرفون ببني زريع. ويعد زريع بن العباس بنالمكرم اليامي الهمداني أول سلاطين آل زريع. وظلت دولة بني زريع هذه حتى عام 570هـ، 1174م. وقد تمركزت هذه الدولة في عدن وأطرافها.
ظهرت دولة بني حاتم في صنعاء وما جاورها منذ عام 493هـ، 1099م على يد حاتم بنعلي الهمداني. واستمر حكم بني حاتم حتى عام 570هـ، 1174م. وكان حاتم بن علي المهديقد ثار على حكم الأحباش آل نجاح. وظل حكم هذه الدولة حتى عام 570هـ، 1174م.
كما ظهرت فياليمندولة بني أيوبنسبة للأيوبيين. وقد أسس صلاحالدين نجم الدين أبو الشكر أيوب دولتهم. وبدأت فترة الحكم الأيوبي فياليمنمنذ عام 570هـ، 1174م وانتهت على يد آل رسول عام 626هـ، 1228م. وبدأت بحكم السلطان المعظم تورانشاه بن أيوب، وانتهت بنهاية عهد السلطان المسعود يوسف بن الكامل. انظر: الأيوبية، الدولة.
حكمتاليمندولة بني رسولنسبة إلى آل رسول محمد بن هارون أحد وزراء الأيوبيين في مصر. وجاء بنو رسول إلىاليمنمع الجيوش الأيوبية، وادعوا نسبًا غسانيًا يعود فيجذوره إلى جبلة بن الأيهم آخر ملوك دولة الغساسنة. وقيل إن بني رسول من أصلتركماني. وقد استقر عمر بن علي فياليمنوضرب العملة النقدية باسمه، وخطب له على المنابر فيصلاة الجمعة، ولقب نفسه بالملك المنصور نور الدين، وأسس بذلك دولة فياليمنعرفت باسم دولة بنيرسول حكمتاليمنمن 1228إلى1453م. وكان أمراء بني رسول على علاقة طيبة مع دولة المماليك في مصر، ولكنهمظلوا على عداء مع الأئمة الزيديين في صعدة فياليمن. ودارت حروب مريرةوطويلة بينهم وبين بني رسول.
ينسب أئمةاليمنمن الزيديين إلى الإمام الهادي يحيى ابن الحسين بن القاسم أول إمام في اليمن، وكانتاليمنوقتذاك قدانفصلت عن جسم الخلافة العباسية. ومعظم الأئمة فياليمنينتسبون إليه ولذلكيطلق عليهم اسمالحسينيين، وهناك عدد قليل من أئمةاليمنينحدرون في نسبهم منالإمام الحسن بن زيد بن علي بن أبي طالب، وهناك عدد قليل جدًا من أئمةاليمنينسبون إلى الحسينابن علي بن أبي طالب، ويسمونبالحسينيين.
ظلت سلطة الإمامة الزيدية وقوتها في معظم فتراتها محصورة ولزمن طويل في المنطقةالشمالية من البلاد اليمنية. وعدد أئمةاليمنتسعة وخمسون إمامًا حكموااليمنمنذ عام 898م إلى 1962م، حين أطيح بحكمهم في يوم 26 سبتمبر 1962م وأعلن النظام الجمهوري.
في عدن ولحج وبعض أجزاء من اليمن، ظهرتدولة بني طاهرالتي دامت في الحكمفي الفترة 1454 - 1538م. وينسب حكام دولة بني طاهر إلى جدهم طاهر بن تاج الدين بنمُعوضة الأموي القرشي. وكان علي بن طاهر بن تاج الدين بن معوضة، وأخوه عامر بن طاهرعاملين على عدن من قبل سلاطين دولة بني رسول. وكانت لهم مكانة بين السكان، ولهممركز قوي في جنوبياليمن. وتمكن الأخوان من بسط سيادتهما على عدن في الجنوباليمني، وأنهيا بذلك حكم دولة بني رسول فيها. وظلت علاقة حكام بني طاهر بالأئمةالزيديين علاقة سيئة. وقد بقي حكم بني طاهر في عدن حتى غزا العثمانيون عدن سنة 945هـ - 1538م، وألقوا القبض على عامر بن داود الطاهري، وأنهوا حكمه.
العثمانيون فياليمن
تعرضت سواحل الجزيرة العربية والموانئ المهمة فيها إلى غزو برتغالي استعماري،منذ أن وصلت الكشوف البرتغالية إلى رأس الرجاء الصالح في جنوبي إفريقيا، وقد تعدتذلك إلى الهند. فظهرت المراكب البرتغالية في منطقة البحر الأحمر عام 1505م، ووصلتخليج عدن وجزيرة سوقطرى. وقد حاول المماليك الوقوف في وجه البرتغاليين، وبنواأسطولاً لذلك، ولكنهم هزموا فيوقعة ديوفي المياه الهندية عام 1509م. وهزمالبرتغاليون الأسطول المملوكي في البحر الأحمر، ولجأ السلطان المملوكي إلى طلبالعون من العثمانيين. وهكذا تركز الحكم البرتغالي في مناطق من البحر الأحمر،والخليج العربي، وأصبحت لهم قاعدة عسكرية وتجارية في هرمز، وهددوا بذلك التجارةالعربية في المحيط الهندي، واستطاعوا بشكل تدريجي أن يحتكروا التجارة فيه، وظلوافيه حتى عام 1032هـ، 1622م.
أصبح على الدولة العثمانية الإسلامية مهمة حماية ديار الإسلام من الغزوالبرتغالي الاستعماري الذي هدد هذه الديار واحتل أجزاء منها. وقد تصدى العثمانيونللبرتغاليين بعد أن تمكنوا من دخول البلاد العربية، وأنهوا بذلك الخلافة المملوكيةبعد دخولهم بلاد الشام على أثر وقعةمرج دابقعام 922هـ، 1516م، وبلاد مصرعلى أثرموقعة الريدانيةعام 923هـ، 1517م، وأرسل الشريف بركات شريف مكةمفاتيح الكعبة والهدايا مع ابنه (أبونمي) إلى السلطان سليم الأول في مصر دلالة علىتبعية الحجاز للسيادة العثمانية بشكل سلميّ.
أما بالنسبة لليمن فقد أعلن الأمير المملوكي إسكندر تأييده للسلطان سليم الأول،فأرسل السلطان سليم الأول فرمانًا يقضي باستمرار إسكندر واليًا علىاليمنمن قبل العثمانيين،وأمر إسكندر بذكر اسم السلطان العثماني في خطبة صلاة الجمعة. وقد تميزت الفترة بين 924- 945هـ، 1518-1538م باضطراب كبير في أحوال اليمن، ولم تكن السلطة فياليمنموحدة ومستقرة. فهناك حكم أئمة اليمن، وهناك حكم للزعامات اليمنية المحلية، بالإضافة إلى بقايا حكمدولة بني طاهر في عدن. كما أن حكم العثمانيين في مصر في حالة من الفوضى والاضطرابمما جعل الحكام العثمانيين لا يهتمون كثيرًا بأمراليمن.
اهتم السلطان سليمان القانوني بأمر مسلمي الهند، فأرسل حملة عسكرية بحرية إلىالهند بقيادة سليمان باشا الخادم والي مصر لمقاومة البرتغاليين، والسيطرة على تجارةمناطق الشرق عام 945هـ، 1538م. وأمر السلطان القانوني قائده سليمان باشا الخادمبالتوجه إلىاليمنأثناء سير الحملة باتجاه الهند. فعرج سليمان باشا الخادم على عدن ودخلها، وأنهىبذلك حكم الأمير عامر بن داوود آخر حكام بني طاهر. وعين سليمان باشا الخادم حاكمًاعلىاليمنمن قبلهاسمه بهرام. ثم توجه بعد ذلك إلى الهند حسب مخطط سير الحملة. وقد توقف سليمان باشاالخادم فياليمنأثناء عودته من الهند، وحاول أن يوطد نفوذ الدولة العثمانية في تلك البلاد عام 946هـ، 1539م، فنظم الإدارة العثمانية في جميع مدناليمنالرئيسية، وأقامالولاة عليها، وبناءً عليه اعتبر القائد سليمان باشا الخادم الرجل العثماني الأولالذي ركز دعائم الحكم العثماني فياليمنونظمه تنظيمًا إداريًا عثمانيًا، كما عُدّ ذلك ابتداءالفتح العثماني لليمن، لأن النظام الإداري في اليمن، وحكامه كانوا يعملون بالأنظمةالمملوكية، وكان حكام المناطق حكامًا محليين كل منهم يعمل في دائرة نفوذه وأنظمتهوقوانينه. وبحلول عام 948هـ، 1541م، أطلق العثمانيون ولأول مرة لقب باشا على حاكماليمن، ومنح رتبة إدارية عثمانية هي رتبة بيلربي (بك البكوات)، وكان قبل ذلكالتاريخ يلقب حاكماليمنبلقب بك فقط.
وعلى الرغم من السيادة العثمانية في اليمن، والتنظيم الإداري العثماني فيه، وقوةالدولة العثمانية وشبابها وقتذاك، إلا أن نفوذ أئمةاليمنمن الزيديين ظلقويًا وفاعلاً، وامتد إلى مناطق كبيرة من البلاد اليمنية، خاصة في المناطق الجبلية،وحصن الأئمة الزيديون مدينة تعز التي احتلها الوالي العثماني الجديد علىاليمنأُوَيس باشا الذيوصل إلىاليمنعام 953هـ، 1546م. واستطاع هذا الوالي أن يوطد السيادة العثمانية على منطقة أوسع، وخاصةفي المناطق الجبلية التي لم يصل إليها العثمانيون. واستطاع الوالي أن ينظم جندًامحليًا من اليمنيين يعملون جنبًا إلى جنب مع القوات العثمانية، لكن العسكر غدروا بهوقتلوه. فتولى الأمر أزدمر باشا وهو من العسكر العثمانيين فياليمن. وأزدمر باشا مملوكيمن الشركس، انتظم في خدمة العثمانيين، وعين واليًا علىاليمنبرتبة باشا. ومنأعماله فياليمن : محاربة الأئمة الزيديين، ودخول صنعاء، وجعلها مركزًا للولاية العثمانية ومكانًالإقامة الباشا.
ظل أزدمر هذا في الباشوية حتى عام 964هـ، 1556م، فخلفه على باشويةاليمنمصطفى باشا المعروفبالنشار، وهكذا توالى تعيين الولاة العثمانيين علىاليمنبشكل منتظم. ومناليمنقررالعثمانيون في عهد السلطان سليمان القانوني احتلال بلاد الحبشة بقصد حماية البحرالأحمر والمقدسات الإسلامية في الحجاز من هجمات دولة البرتغال الاستعمارية التيحاولت ضرب النفوذ الإسلامي في البحار الدافئة، وهذا الأمر في حد ذاته يوضح مدىأهمية اليمن، خاصة سواحله وموانئه بالنسبة للاستراتيجية العثمانية في مناطق البحرالأحمر، وبحر العرب، والخليج العربي. وتجدر الإشارة هنا إلى أن الحبشة كانت حليفةللبرتغاليين في المنطقة. وصادف أن كانت حالة من الفوضى والاضطرابات تجتاح بلادالحبشة، مما مكن العثمانيين من بسط نفوذهم على منطقة مدينة مصوع، ومدينة سواكن،فاستطاع العثمانيون بسط سيادتهم على المنطقة الساحلية من بلاد الحبشة دون التوغل فيداخل البلاد، وإنهاء الحكم الحبشي الذي يتعاون مع البرتغال في الهجوم على مناطقالعالم الإسلامي خاصة في مناطق البحر الأحمر.
ثار الأئمة الزيديون ضد العثمانيين عام 954هـ، 1547م بقيادة الإمام مطهر بن شرفالدين الزيدي، وساعده عدد من العسكر العثمانين الذين تمردوا على السلطة العثمانيةفياليمنبسبب ضعفرواتبهم. وتعمقت الثورة اليمنية بسبب الخلاف القائم بين الوالي العثماني في زبيدوتهامة والوالي العثماني في صنعاء والمناطق الجبلية. ونمت الثورة الزيدية وازدهرتبعد وفاة السلطان سليمان القانوني. فدخل الإمام مطهر الزيدي مدينة صنعاء عام 975هـ، 1567م، مما جعل السلطان سليم الثاني يرسل سنان باشا والي مصر إلىاليمنعلى رأس حملة عسكريةلإعادة الأمن والنظام فيه، وكان ذلك عام 977هـ، 1569م. وتمكن سنان باشا من دخولصنعاء، وإرساء قواعد الأمن والنظام العثماني في اليمن، وبناء عليه، عدّ هذا الإنجازالعثماني الجديد في اليمن، الفتح العثماني الثاني لليمن، حيث إن الفتح الأول بدأعام 946هـ، 1539م.
ومع هذا كله ظل الأئمة الزيديون على حالهم، فتعاملوا مع الولاة العثمانيينأحيانًا بشكل حسن، وظلوا يحافظون على استقلالهم في مناطقهم. وظل الأئمة الزيديون فيأوقات كثيرة يثورون ضد السلطة العثمانية. فثار الإمام المنصور بالله القاسم بنمحمد، وشملت ثورته مناطق يمنية واسعة، مما أدى بالدولة العثمانية إلى إرسال حملاتعسكرية ضد ثورته. ثم قامت ثورة أخرى بقيادة الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم ضدالوالي العثماني أحمد فضلي عام 1031هـ، 1621م، فاستولى على صنعاء وتعز وعدن،واستطاع إخراج العثمانيين مناليمنعام 1046هـ، 1636م. وقد تمكن من ترسيخ دولة الإمامةالزيدية في اليمن، ومن هنا أصبح الأئمة الزيديون رمز الثورة اليمنية ضدالعثمانيين.
كانت الدولة العثمانية قد قررت تعيين واليين علىاليمنعام 974هـ، 1566م،أحدهما في ولايةاليمنالمشكلة من التهائم والسواحل ومركزها مدينة زبيد،والثاني في ولايةاليمنالمشكلة من تعز وصنعاء ومناطق الجبال، وهي محاولة هدفمنها تثبيت دعائم الحكم العثماني في اليمن، وإرساء دعائم الأمن والنظام والاستقرارفي المنطقة اليمنية التي ظلت تثور ضد الدولة على مدى التاريخ والوجود العثماني فياليمن. ويبدو أنتجربة العثمانيين هذه في تقسيماليمنإلى قسمين قد أضعفت وجودهم فيه، وحدثت مشكلات كثيرة منجراء ذلك، مما شجع القوى المحلية للخروج على سيادة العثمانيين، ومحاولة تكوينسيادات محلية مستقلة، مستفيدة من الظروف والأحوال السيئة التي كانت تتعرض لهاالدولة العثمانية بين الحين والآخر.
كانت الدولة العثمانية تدفع رواتب الجند والموظفين العثمانيين فياليمنتبعًا لنظامساليانليّ، أي النظام السنوي، والمرتبات السنوية التي تدفع من واردات اليمن، ولميكن فياليمننظامالإقطاعات المعمول به في مناطق أخرى من ولايات الدولة العثمانية. وكانت موارده تصرفعلى رواتب الجند والموظفين، وما يزيد عن ذلك يرسل إلى المسؤولين العثمانيين. والواقع أن رواتب الجند والموظفين فياليمنقد تأثرت كثيرًا بالأوضاع الاقتصادية والداخلية فياليمن، وتأثرت كذلك بأحوال الأمن والنظام والاستقرار.
وقع انقسام بين صفوف أئمة اليمن، وحدث ضعف في السيادة العثمانية أيضًا، مما مهدإلى قيام حركات قبلية أدت إلى استقلال كل من حضرموت ولحج عام 1145هـ، 1732م، وعمتالبلاد حالة من الفوضى والاضطراب بسبب الفراغات السياسية نتيجة لضعف السيادةالعثمانية علىاليمن. وحاولت الدولة العثمانية أن تسد هذا الفراغ عن طريقواليها محمد علي باشا الذي خاض حروبًا كثيرة في مناطق الجزيرة العربية، خاصة فيعسير، ومناطق تهامة. وظلت حملات محمد علي تتوالى على عسير وتهامة ومناطقاليمنحتى عام 1256هـ، 1840م، إلى أن حددت معاهدة لندن نفوذه وحكمه في ولاية مصر فقط.
الاحتلال البريطاني
تعدّ عدن منطقة استراتيجية مهمة بالنسبة للدول الكبرى ذات المصالح التجاريةوالملاحية في البحار الدافئة، وفي مناطق شرقي آسيا، خاصة الهند. وكانت بريطانياتهتم إلى حد كبير بعدن لأنها واقعة على طريق مواصلات الإمبراطورية البريطانية فيالشرق. وهي مهمة أيضًا بالنسبة لشركة الهند الشرقية الإنجليزية العاملة في المنطقة. ويعد ميناء عدن، وجزيرة بريم الواقعة في فوهة مضيق باب المندب، وجزيرة كمران فيالبحر الأحمر، وجزيرة سوقطرى في المحيط الهندي من المواقع الرئيسية بالنسبة للمصالحالبريطانية.
احتلت القوات البريطانية جزيرة بريم عام 1214هـ، 1799م. وفي عام 1255هـ، 1839ماحتلت هذه القوات مدينة عدن بعد مقاومة محلية عنيفة. أخذت بريطانيا توسع حدود منطقةاستعمارها بشكل تدريجي، في الوقت الذي انشغلت فيه الدولة العثمانية في حربها معالقوى المحلية اليمنية بزعامة الأئمة الزيديين فوسعت نفوذها الاستعماري على سواحلاليمنالغربية. وفيعام 1333هـ، 1915م أصبحت كل المقاطعات الشرقية والغربية تابعة لحكم بريطاني، وأشرفعليها نائب الملك البريطاني في الهند، وكانت عدن تابعة لنفوذه أيضًا. وفي المقاطعاتالشرقية توجد : سلطنة القعيطي وقاعدتها المكلا، والكثيري وقاعدتها سيون، والمهدوقاعدتها المهد وقشن وسوقطرى ومركزها سوقطرى ومشيخة بير علي ومركزها بيرعلي ومشيخةحورة السفلى ومركزها حورة. وهناك محميات ومقاطعات غربية منها سلطنة لحج وقاعدتهاالحوطة، والصبيحة وقاعدتها الطور، والعقارب وقاعدتها بير أحمد، والحواشب وقاعدتهامسيمير، والعوالق العليا ومركزها مضاب، والعوالق السفلى ومركزها أحور، وإمارةالفضلي ومركزها شقرة، ويافع العليا وقاعدتها المجحته، ويافع السفلى وقاعدتهاالقارة، وإمارة الضالع ومركزها الضالع، وإمارة بيحان ومركزها القبض.
انضمت ست سلطنات في اتحاد فيما بينها عام 1378هـ، 1958م بدعم من بريطانياومؤازرتها. ثم انضمت إلى هذا الاتحاد لحج ، ثم تتابع انضمام السلطنات والمشيخاتوالإمارات، ثم انضمت إليه مستعمرة عدن عام 1382هـ، 1962م، وسُمِّي هذا التكوينالسياسي الاتحادي باسماتحاد الجنوب العربي. وفي عام 1388هـ، 1968م، قررتبريطانيا الانسحاب من جنوباليمنالمحتل، وتنافست القوى اليمنية على من سيتولى أمورالبلاد بعد الانسحاب البريطاني. وظهرتجبهة تحرير جنوباليمنالمحتل بقيادةعبدالقوي مكاوي،وجبهة التحرير الوطنيةبقيادة قحطان الشعبي. وحارب أتباعالجبهتين الإنجليز، وتحاربوا أيضًا فيما بينهم، وفي آخر المطاف سلمت بريطانيامقاليد الحكم فياليمنالجنوبي إلى جبهة التحرير الوطنية بزعامة قحطان الشعبي،وغادرت القوات البريطانية جنوباليمنعام 1387هـ، 1967م، وأعلن اليمنيون الجنوبيون قيامجمهوريةاليمنالديمقراطية الشعبية، جمهورية عربية مستقلة.
حدث تغيير في الحكم فياليمنالجنوبيعام 1389هـ، 1969م فوضع قحطان الشعبي تحتالإقامة الجبرية، وتولى السلطة سالم ربيع علي، وتولى رئاسة الوزارة محمد علي هيثم،ثم علي ناصر محمد الذي كان يشغل منصب وزير الدفاع أيضًا. وقامت حركة انقلابية أخرىأطاحت بسالم ربيع علي، وتسلم عبدالفتاح إسماعيل مقاليد الحكم.وبعد بضع سنوات حدثانقلاب آخر أنهى حكم عبدالفتاح إسماعيل، وتولى الحكم من بعده علي ناصر محمد، وهكذاظلت الأمور فياليمنالجنوبي مضطربة ردحًا من الزمن وقد أثَّر ذلك على الوضع الاقتصادي في البلاد.
الأئمة الزيديون والخلافات المحليّة
حدث خلاف بين الأئمة الزيديين، وطلب الإمام محمد بن يحيى النجدة والمساعدة منالأمير عائض بن مرعي، حاكم عسير. فأرسل عائض بن مرعي قوة عسكرية لمساعدة الإماممحمد بن يحيى، واستطاعت هذه النجدة دعم الإمام محمد بن يحيى وتثبيت سلطته في صنعاء،على أن يكون تابعًا لسيادة عائض بن مرعي. وكان عائض ابن مرعي مؤيدًا ومدعومًا منقبل الدولة السعودية.
لم تدم العلاقة الحسنة بين الإمام محمد بن يحيى وبين عائض بن مرعي، مما أدى بابنمرعي إلى أن يرسل حملة عسكرية تحت زعامة الشريف حسين بن علي حيدر، عامل ابن مرعيعلى أبوعريش، لتأديب الإمام محمد بن يحيى. لكن اليمنيين هزموا جيش الشريف حسين بنعلي حيدر، وأسروا قائده ابن حيدر.
انتهز العثمانيون في الحجاز فرصة الخلاف الناشب بين آل مرعي والإمامة الزيدية فياليمن، فأرسلوا جيشًا عثمانيًا احتل الحديدة وبعض أجزاء من تهامة سنة 1266هـ، 1849م. وتمكن توفيق باشا والي جدة العثماني من دخول صنعاء دون أن يلقى مقاومة تذكر. وحدث تفاهم بين الوالي العثماني توفيق باشا والإمام محمد بن يحيى، مما أغضباليمنيين الذين ثاروا على الإمام محمد بن يحيى، وألقوا القبض عليه، ونصبوا الإمامالزيدي علي بن المهدي بديلاً عنه، وقد تمكن الثوار اليمنيون من إخراج القواتالعثمانية من صنعاء.
وجه العثمانيون حملة جديدة إلىاليمنعام 1285هـ، 1868م لتأديب الثوار اليمنيين. أبدىاليمنيون بسالةً في مقاومة هذه الحملة وفرضوا علىالعثمانيينالحصار حتىاضطروهم إلى الاستسلام.
وتحت ضغط الثورة الزيدية والأئمة الزيدية على العثمانيين في اليمن، اضطر الواليالعثماني عزة باشا أن يعقد صلحًا مع الإمام الزيدي اليمني يحيى حميد الدين عام 1329هـ، 1911م في دَعَّان، وهي قرية غربي مدينة عمران، وأهم شروط اتفاقية دعان هي: 1- أن يشرف الإمام يحيى حميد الدين على شؤون القضاء والأوقاف وتعيين الحكاموالمرشدين. 2- تشكيل محكمة مؤلفة من هيئة شرعية تكون في الواقع محكمة استئناف للنظرفي الشكاوى التي يعرضها الإمام. 3- أن يكون مركز المحكمة الاستئنافية في مدينةصنعاء، وينتخب الإمام رئيسها وأعضاءها، وتصدق على هذا التعيين الدولة العثمانية. 4- في حال صدور أحكام بالقصاص، لابد أن تصادق عليها الحكومة العثمانية في الآستانة،وصدور الإرادة السنية بذلك، بشرط ألا يتجاوز زمن تلك الإجراءات أربعة أشهر. 5- تكونفياليمنولايةعثمانية يتصل الإمام بها مباشرة، وهي بدورها تحيل الأمر إلى الآستانة. 6- يحقللحكومة العثمانية أن تعين قضاة شرعيين في المناطق التي يوجد فيها سكان شوافعوأحناف. 7- تشكيل محاكم شرعية مختلطة من قبل قضاة وعلماء من الشوافع والزيديينللنظر في الدعاوى التي تقام من قبل المذاهب المختلفة. 8- تعين الحكومة العثمانيةمحافظين تحت اسم مباشرين للمحاكم السيارة التي تتجول في القرى لفصل الدعاوى الشرعيةهناك، وذلك دفعًا للمشقات التي يتكبدها أصحاب المصالح في الذهاب والإياب إلى مراكزالحكومة في المدن. 9- صدور عفو عام عن الجرائم السياسية. 10- لا تجبى الضرائب منأهالي أرحب وخولان وجبل الشرق مدة عشر سنوات بسبب فقرهم وخراب بلادهم. 11ـ لا تؤخذأي ضرائب غير التي وردت في الشرع الإسلامي. 12ـ على الإمام أن يعطي الدولةالعثمانية عُشر حاصلاته. 13ـ يحق لمأموري الدولة العثمانية فياليمنأن يتجولوا في أنحاءاليمنبشرط ألايخلوا بالسكينة والأمن.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن الوالي محمود نديم باشا الذي خلف الوالي عزة باشا، هوآخر الولاة العثمانيين في اليمن، لأن الإمام الزيدي يحيى حميد الدين دخل مدينةصنعاء عام 1336هـ، 1918م، وأعلن نفسه حاكمًا مستقلاً على اليمن، وأصبح الإمام بهذاالإعلان سيد الموقف في اليمن، وأصبح عليه المسؤولية الأولى في التصدي للمشكلاتوالمتاعب الكثيرة الموجودة في البلاد داخليًا، ومشكلات الحدود مع جيرانه، والمشاكلالتي نجمت عن احتلال بريطانيا لبلاداليمنالجنوبي، ومشكلات الحرب العالمية الأولى وغيرها منالقضايا الأساسية، مثل حادثة ضرب ميناء الحديدة اليمني بمدفعية الأسطول البريطانيفي البحر الأحمر، ثم احتلاله من قبل القوات البريطانية، بمساعدة الإدريسي حاكمتهامة عسير (المقاطعة الإدريسية) على ساحل البحر الأحمر.
علاقات الإمام يحيى ببريطانيا. بعد أن قذف الأسطولالبريطاني ميناء الحديدة بالمدفعية واحتله عام 1336هـ، 1918م، أرسلت الحكومةالبريطانية بعثة الكولونيل جاكوب عام 1337هـ، 1919م إلى صنعاء لكن جاكوب وأفرادبعثته أسروا من قبل القبائل، ولم يتمكن جاكوب من الوصول إلى صنعاء. حاول الإماميحيى حميد الدين أن يصفي علاقته بالبريطانيين جيرانه فياليمنالجنوبي المحتل،فأرسل القاضي عبدالله العرشي مندوباً له مقيمًا في عدن. لكن الإمام فوجيء بتسليمبريطانيا الحديدة إلى السيد الإدريسي في أعقاب الحرب العالمية الأولى، مما أدى إلىتوتر العلاقات بين الإمام يحيى حميد الدين وبريطانيا عام 1338هـ، 1920م.
استدعى الإمام يحيى حميد الدين مندوبه العرشي من عدن. ثم شن هجومًا يمنيًا علىالمحميات الجنوبية المحتلة من قبل بريطانيا، مثل محمية الضالع والشعيب والقعيطيوغيرها، واحتل مدينة البيضاء، مما جعل بريطانيا ترسل بعثة السير جلبرت كلايتون إلىصنعاء عام 1921م للتباحث مع الإمام يحيى في هذا الأمر، إلاّ أنها لم تنجح. وقامكلايتون بزيارة ثانية إلى صنعاء عام 1925م، وفاوض خلالها الإمام مدة شهر دون أنتؤدي هذه المفاوضات إلى اتفاق مرض.
شن الإمام هجمات جديدة على المحميات المجاورة، ولجأ بعض شيوخها إلى عدن، فردتالطائرات البريطانية على هذا الهجوم بقيام غارات جوية على المدن اليمنية عام 1347هـ، 1928م. ومع هذا جرت محاولة لتسوية الموضوع بيناليمنوبريطانيا، وتوصلالمفاوضون إلى صيغة معاهدة عام 1350هـ، 1931م، وقعتها بريطانيا بعد ثلاثة أعوام، أيعام1353هـ، 1934م، وتبودلت وثائق التصديق على المعاهدة بين الطرفين. وأهم بنود تلكالمعاهدة: 1- تعترف بريطانيا بالإمام يحيى حميد الدين ملكًا مستقلاً على اليمن،ويقصد بذلكاليمنالشمالي. 2- أن يحافظ الطرفان المتعاهدان على سياسة حسن الجوار والصداقة بينهما. 3- أن يعمل الطرفان على تخطيط الحدود بينهما، وتسوية مشكلاتهما عن طريق المفاوضاتالسلميّة.
وفي عام 1951م عقدت معاهدة جديدة بيناليمنوبريطانيا إلا أنها لم تؤد إلى حل الخلافات الحدوديةبين الدولتين، وبناءً عليه ظلت العلاقات متوترة. أما عن علاقةاليمنبالدول الكبرىالأخرى، فكانت علاقة حسنة مع دول الاتحاد السوفييتي، فقد سبقتاليمنجميع أقطار العالمالعربي في إقامة علاقات مع السوفييت عام 1347هـ، 1928م، وتوقيع معاهدة معهم. وقدجددتاليمنتلكالمعاهدة بمعاهدة أخرى عام 1375هـ، 1955م، ركزت على العلاقات الدبلوماسية والتجاريةووقعاليمنمعاهدةمع هولندا عام 1352هـ، 1933م، ركزت على موضوع التجارة، ومعاملة سفن الطرفين معاملةالدول الأولى بالرعاية. وعقدت معاهدة مع بلجيكا عام 1355هـ، 1936م، ومع الحبشة عام 1354هـ، 1935م، ومع فرنسا عام 1355هـ، 1936م، وقررت فرنسا أن تقوي علاقتها معالإمام، فسعت لأخذ امتياز بمد خط حديدي بين صنعاء والحديدة ليكون لفرنسا موطئ قدمفي البحر الأحمر منافسة بذلك بريطانيا، وظلت هذه الأفكار مجرد خطط. كما أقام الإمامعلاقات وديّة مع الجمهورية التركية الحديثة عام 1346هـ، 1927م، ومع الولاياتالمتحدة عام 1366هـ، 1946م. وظلت إيطاليا أكثر الدول الأوروبية اهتمامًا بأمرعلاقاتها مع اليمن، فقوت تلك العلاقات، وعقدت معاهدة عام 1346هـ، 1927م بعد مباحثاتفي صنعاء، أجراها السنيور غاسباريني حاكم إرتريا التي كانت تحت الاستعمار الإيطالي،وجددت تلك المعاهدة عام 1355هـ، 1936م. وكانت إيطاليا تقدم للإمام مساعدات عسكريةوتبيعه الأسلحة والمعدات.
العلاقات اليمنية السعودية. شكل محمد بن أحمد الإدريسيإمارة صغيرة عرفت بإمارة الأدارسة في منطقة جازان ونجران أو ما يعرف في نطاق ضيقبمنطقة المخلاف السليماني في ثلاثينيات القرن التاسع عشر الميلادي. وينسب الأدارسةإلى عالم فقيه من أهل فاس بالمغرب اسمه أحمد الإدريسي. وقد حاول محمد بن علي بنمحمد بن أحمد الإدريسي تقوية الإمارة خاصة بعد أن أدرك أن كلا من الشريف حسين بنعلي ـ شريف مكة ـ والإمام يحيى حميد الدين ـ إماماليمنـ قد عدّ أرضالإمارة جزءًا من أراضيه. وكي يحافظ السيد محمد بن علي الإدريسي على إمارته اتصلبعبدالعزيز آل سعود، سلطان نجد وملحقاته، وطلب منه العون والدعم خاصة وأن سلطان نجدوملحقاته كان على علاقة سيئة مع شريف مكة وإماماليمنوهو وقتها حاكممنطقة عسير الداخلية ويهمه أمر المنطقة الإدريسية المجاورة لحدوده. وجد الإدريسيالدعم من سلطان نجد وملحقاته واستمر منيع الجانب حتى وفاته عام 1923م.
اضطربت الإمارة الإدريسية بعد وفاة السيد محمد بن علي الإدريسي مما دعا الحسن بنعلي الإدريسي إلى توقيع معاهدة مع الملك عبدالعزيز عام 1345هـ، 1926م عرفت باسممعاهدة الحماية الخاصة بالإمارة الإدريسية تم بموجبها وضع ما بقي من إمارة الإدريسيتحت حماية الدولة السعودية الحديثة. فاحتفظ الملك عبدالعزيز آل سعود بموجب تلكالمعاهدة بالشؤون الخارجية للمقاطعة الإدريسية، تاركًا الشؤون الداخلية للحسنالإدريسي يتصرف في إدارتها المحلية، ويساعده مندوب سعودي. لكن الإدريسي قرر استعادةنفوذه، وسلخ مقاطعته عن المملكة العربية السعودية، وحاول الاستعانة باليمن، فأرسلالملك عبدالعزيز آل سعود حملة عسكرية إلى صبيا، لم يستطع الحسن الإدريسي مقاومتها،فرحل مع أهله وأقاربه إلىاليمن. وفي عام 1353هـ، 1934م وقعت المملكة العربية السعوديةوالمملكة اليمنية في مدينة الطائف معاهدة أنهت الحرب بينهما. وفي 10/3/1421هـالموافق 12/6/2000م تم توقيع معاهدة الحدود بين البلدين في مدينة جدة بالمملكةالعربية السعودية. انظر: الدولة السعوديةالثالثة.
علاقاتاليمنالخارجية الأخرى. شاركاليمنمع وفود الدولالعربية الأخرى في بحث القضية الفلسطينية في مؤتمر القاهرة عام 1358هـ، 1939م، وفيبلودان بسوريا عام 1366هـ، 1946م، ووقفاليمنإلى جانب أشقائه في الدفاع عن قضية العرب والمسلمين، فيقضية فلسطين. واشتركاليمنفي مباحثات ومشاورات الوحدة العربية التي بدأها مصطفىالنحاس رئيس وزراء مصر، وتمخض عن تلك المحادثات قيام جامعة الدول العربية عام 1365هـ، 1945م. ودخلاليمنعضوًا في هيئة الأمم المتحدة في أعقاب الحرب العالميةالثانية، وذلك عام 1367هـ، 1947م. ودخلاليمنفي اتحاد فيدرالي مع مصر (الجمهورية العربية المتحدةآنذاك) عام 1958م.
المعارضة اليمنية ضد حكم الإمام. تمردت بعض القبائل عام 1344هـ، 1925م على حكم الإمام يحيى حميد الدين، وقد أُخمدت حركة التمرد هذه على يدقوة عسكرية قادها عبدالله بن أحمد الوزير. وقامت حركة تمردية أخرى ضد الإمامالزيدي، كانت من قبل قبيلة الزرانيق عام 1348هـ، 1929م، وبقيت الثورة مشتعلة عامين،بعدها تمكن سيف الإسلام أحمد بن الإمام يحيى حميد الدين من القضاء عليها بالقوة. وقامت حركة معارضة أخرى ضد الإمام يحيى قادها محمد الدباغ في مدينة البيضاء عام 1359هـ، 1940م وقضى عليها هي الأخرى بالقوة العسكرية. ثم قامت ثورة أخرى ضد الإمامسنة 1368هـ، 1948م اشترك فيها بعض أبناء الإمام يحيى، ومعهم عبدالله بن أحمدالوزير، ونجحت في الإطاحة بالإمام، إلاّ أن ابنه سيف الإسلام أحمد تمكن من القضاءعلى الثورة، وانتزع الحكم من الثوار بالقوة، وأصبح إمامًا علىاليمن. وتوفي الإمام أحمدبن يحيى عام 1382هـ، 1962م، وخلفه ابنه الإمام سيف الإسلام محمد البدر الذي لُقِّبَبالمنصور بالله. ولكن حدث انقلاب عسكري ضده بعد ثمانية أيام من توليه الإمامة، قامتبه جماعة من الضباط بزعامة عبدالله السلال، وأعلن السلال ومجموعته نهاية حكمالإمامة الزيدية فياليمنوقيام الجمهورية اليمنية.
القوات المصرية فياليمن. استنجد السلال بمصر، فأمده الرئيس جمالعبدالناصر بقوات مصرية، ومعدات حربية، وحصل فياليمنصراع طويل ومرير بينأنصار الإمام أو من يُعرفون بأنصار الملكيّة اليمنية وأنصار الجمهورية. ودام الصراعمدة سبع سنوات، ولم ينته إلا عام 1389هـ، 1969م. وقد انسحبت القوات المصرية مناليمنعام 1387هـ، 1967 بعد لقاء تم بين الرئيس جمال عبدالناصر والملك فيصل بن عبدالعزيز ملك المملكةالعربية السعودية في مدينة الخرطوم في مؤتمر القمة العربي في أعقاب هزيمة عام 1387هـ، 1967م في الحرب العربية- الإسرائيليَّة.
تعدد الانقلابات العسكرية. وما إن تم انسحاب القواتالمصرية مناليمنحتى قامت حركة جديدة أطاحت بالسلال الذي لجأ إلى بغداد، وشكل الانقلابيون مجلسًارئاسيًا لإدارة البلاد برئاسة عبدالرحمن الإيرياني وكان القتال قد استمر في أجزاءمناليمنحتى عام 1389هـ، 1969م، على الرغم من انسحاب القوات المصرية من البلاد اليمنية عام 1387هـ، 1967م. وقد توقف القتال اليمني في أواخر عام 1389هـ، 1969م. ثم خرج عبدالرحمنالإيرياني مناليمنفي عام 1394هـ، 1974م، وتسلم رئاسة الوزراء المقدم إبراهيم الحمدي. وبعد مرور ثلاثسنوات تم اغتيال إبراهيم الحمدي وتسلم رئاسة الحمهورية رئيس الأركان العقيد أحمدالغشمي، وهو من رؤساء قبيلة همدان. وبعد عام واحد، في عام 1398هـ، 1978م، اغتيلالغشمي وتسلم علي عبدالله صالح رئاسة الدولة. انظر:صالح، علي عبد الله.
على الرغم من كثرة الحوادث السياسية في اليمن، وعلى الرغم من الحرب الأهليةاليمنية وكثرة الاضطرابات فيه إلا أن تطورات اقتصادية وتنموية قد أخذت مكانها فياليمن، فقد أنشات شركة للتجارة الخارجية، وشركة الكبريت، وشركة التبغ، وشركةالمحروقات، وشركة المخا الزراعية، وشركة الكهرباء، والشركة اليمنية لتعدين الملح،ومؤسسة القطن العامة، ومصنع الغزل والنَّسيج، وعدة مشروعات زراعية، وشركة ظفارللملاحة البحرية، وشركة الخطوط الجوية اليمنية، والمؤسسة اليمنية للهندسةوالمقاولات، ومؤسسات أخرى تعنى بالبناء والتشييد. كما أنشئت في البلاد المستشفيات،وأقيمت المدارس المنظمة، وشيدت جامعة صنعاء. وأنشئت في البلاد عدة طرق حديثة. وقدمتبعض الدول المساعدات لليمن ويأتي على رأسها المملكة العربية السعودية، وجمهورية مصرالعربية، والاتحاد السوفييتي السابق، والصين الشعبية، والولايات المتحدةالأمريكية.
الوحدة اليمنية
جرت في اليمنين عدة محاولات لقيام وحدة بينهما، تضماليمنالشمالي واليمنالجنوبي. فأهم مقومات الوحدة فياليمنالدين الإسلامي والتاريخ الواحد، والآمال والأهدافالواحدة، واللغة الواحدة، وتقارب العادات والتقاليد والأساليب الاجتماعية بوجه عام،والارتباط بوحدة جغرافية مشتركة.
وبفضل المساعي المشتركة بين الحكومتين اليمنيتين حدث توحيد لشطرياليمنفي 22 مايو عام 1990م، وتسلم رئاسة الدولة رئيساليمنالشمالي علي عبدالله صالح، وأصبح نائب الرئيس علي سالمالبيض. ومرت على الوحدة أربع سنوات بدأت تظهر خلالها الصعوبات والمعوقات التي يحتاجحلها إلى صبر ورويَّة ونكران الذات خدمة للشعب اليمني. وقد تعمقت الخلافات إلى حداندلعت فيه الحروب والمعارك بين الشطرين الموحدين رغم تدخُّل بعض الدول العربيةللمصالحة بينهما، وتوسُّط جامعة الدول العربية، وتوقيع وثيقة العهد والاتفاق بينالرئيس علي عبدالله صالح ونائبه علي سالم البيض في مدينة عَمَّان بالأردن. توسعمجال الخلاف بين الطرفين، بعد أن أعلناليمنالجنوبي انفصاله عناليمنالشمالي مستعيدًااسم جمهوريةاليمنالديمقراطية الشعبية، ممّا أتاح فرصة قيام تدخل دولي، فأصدر مجلس الأمن الدولي فييوم الأربعاء في مطلع شهر يونيو عام 1994م قرارًا بوقف القتال الدائر فورًا،وقياملجنة من هيئة الأمم لتقصي الحقائق، وفرض حصار على توريد الأسلحة للطرفينالمتصارعين. انتهت الحرب بهزيمة مجموعة علي سالم البيض وإعادة توحيد الشطرين فيدولة واحدة يرأسها علي عبدالله صالح وعاصمتها صنعاء. وفي أبريل 1997م، أعيد انتخابالرئيس علي عبدالله صالح لفترة رئاسية جديدة.
وفي نوفمبر 2000م، وافق البرلمان اليمني على تعديل الدستور بما يسمح للرئيساليمني بمد فترة رئاسته إلى سبع سنوات بدلاً من خمس، وبحل البرلمان ومد دورةالبرلمان إلى ست سنوات بدلاً من أربع. وفي الاستفتاء الذي أجري في مارس 2001م، وافقاليمنيون على التعديلات الدستورية بنسبة 2.73%. وتم في الشهر نفسه انتخاب ممثليالمجالس المحلية والمحافظات، وفاز مرشحو حزب المؤتمر الشعبي بمعظم المقاعد. يذكر أنإجراء الانتخابات في هذه المجالس هي الأولى بعد توحيد الشطرين.
أسئلة
1. حدد موقع اليمن، وبيّن أهميته.
2. اذكر مساحةاليمنوعدد سكانه.
3. بيّن مصادر الثروة في البلاد اليمنية.
4. وضح كيف دخل العثمانيون اليمن؟
5. من هم الأئمة الزيديون؟
6. بين كيف احتل البريطانيون عدن؟
7. اذكر عددًا من السلطنات اليمنية الشرقية، وعددًا آخر من السلطنات اليمنيةالغربية.
8. كيف استقلاليمنالجنوبي عن الحكومة البريطانية؟


الحقوق القانونيةوحقوق الملكية الفكرية محفوظة لأعمال الموسوعة.
Copyrights (c) 2004 Encyclopedia Works. All Rights Resrverd.

المصدر: YIAL FORUMS


اليمن