أهمية الصورة التعليمية في تعليم اللغات الأجنبية
________________________________________
لقد كانت الصور أول طرق التواصل بين بني البشر قبل أن يكتشف الإنسان الكتابة , كما يشير إلى ذلك كثير من المخلفات الحضارية , فقد استخدم الإنسان الصور منذ أقدم الحضارات كوسائل لتوضيح الأفكار ( التواصل ) كما نشاهد على الرقم الطينية وغيرها .
ولقد درج الإنسان على مر العصور , سواء في الحضارة الإسلامية أو الأوروبية على هذا الاستخدام وتزايدت هذه الطريقة في تعلم اللغات الأجنبية للحد من الترجمة خلال الدراسات وقد بلغ هذا الاستخدام ذروته عندما أخذت الدول المتحضرة تهتم بنشر لغاتها وتعليمها للشعوب الأخرى مثل الفرنسية والانجليزية وغيرهما .
ففي معهد غوته مثلا , والمجلس الثقافي البرطاني , والمركز الثقافي الفرنسي , نرى كيف أعدت الصور الخاصة لاستخدامها في تعليم لغاتها لأبنائها الشعوب الراغبة في ذلك , وليس هذا فحسب بل أعدوا البرامج السمعية والبصرية الخاصة لخدمة هذا الغرض .
ولا شك في أن الصور والرسوم كرموز مصورة للشئ تدل دلالة واضحة عليه ولقد أثبتت التجارب أنها تساعد في فهم الكلمات وتكوين الجمل بأقل ما يمكن من الترجمة باللغة المحلية , فهي إذن تساعد المتعلم على حل مشكلة البعد الزماني والمكاني للمتعلمين بلغة عالمية يفهم معناها المتعلمون جميعا بغض النظر عن مستواهم العلمي والثقافي .
ولكي تؤدي الصورة أو الرسوم بمختلف أشكالها الغرض التعليمي المطلوب وكي يتمكن معلم اللغة العربية لغير الناطقين بها من توظيفها التوظيف الفعال , لا بد أن تتوفر فيها شروط ومواصفات , وأهمها : أن تتناول الهدف المطلوب منها مباشرة , وأن تكون دقيقة وبسيطة .
وتأتي الصور والرسوم على عدة أشكال فإما أن يرسمها المعلم على السبورة , أو يقتطعها من الكتب والمجلات أو المعلقات الحائطية أو البطاقات البريدية .
أما الرسم على السبورة فهو يقوم برسمه المعلم أو أحد الطلاب خلال الحصة , وهناك شروط يجب أن يراعيها المعلم عندما يريد أن يرسم على السبورة منها : توخي السرعة والدقة العلمية والبساطة في الرسم وغير ذلك .
واستخدام الصور والرسوم يمكن أن يأتي على ثلاثة وجوه منها : الصور الموضوعية والصور التذكيرية والصور الدلالية . ومن ناحية استخدام هذه الصور والرسوم لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها فيمكن استخدامها في تعليم المهارات اللغوية المختلفة للغة العربية لتعلم الأصوات والمفردات ويمكن استخدامها في تعليم التراكيب اللغوية وغير ذلك .
وظائف الصورة من خلال علاقتها بالكلمة :
هناك نوعان أساسيان من العلاقات بين الصورة والكلمة , العلاقة الأولى : هي العلاقة التقليدية ومن السهل وصفها , أما النوع الثاني من العلاقات فهو أقل سهولة ويرجع ذلك إلى غزارته .

فالصورة تعتبر تمثيلا دقيقا للمعنى اللغوي , ففي كثير من كتب تعليم اللغات الأجنبية كثير من تلك الصور ( كتاب – سبورة – قلم - .... الخ ) التي يدل وجودها على هذه الكلمات دون الاضطرار إلى ترجمتها إلى اللغة الأم إن الطالب في هذه الحالة يقيم علاقة مباشرة بين المعين البصري
( الصورة ) وبين العنصر اللغوي ( الكلمة ) وهي علاقة تكون واضحة في العادة .
فالصورة تستخدم في استحضار المعنى من خلال ما يدل عليه أو استحضار المعنى من خلال الكلمة التي يراها أو يسمعها وبذلك فإن الصورة تسمح بعرض وفهم فوري تقريبا لكلمات معزولة , وهذه العلاقة الفورية بين الصورة والعبارة اللغوية لا تبسط الفهم على الطالب وحسب وإنما هي أيضا تسهل عليه عملية الحفظ وبالتالي عملية التذكر حينما ترد الكلمة في جملة لاحقة أثناء العملية التعليمية .
التقنيات التربوية الحديثة واستخدامها في التعليم :
يعتبر استخدام الصور في التعليم من التقنيات التربوية الحديثة , وكلمة تقنيات تتمثل في ثلاثة أمور , أولها : أساليب التدريس المقترحة وتشمل كذلك أساليب التعلم الذاتي والتعلم المستمر . وثانيهما : المواد التعليمية المقترح استخدامها من قبل المعلمين والمتعلمين . وثالثهما : الأجهزة السمعية والبصرية على اختلاف أنواعها . وهذه التقنيات لا بد أن تمثل جزءا لا يتجزأ من طريقة الندربس المقترحة من حيث طبيعتها وأنواعها وأهداف استخدامها ودورها في عملية التعليم والتعلم .

ولا ينبغي النظر على أنها وسائل مساعدة فحسب بل على أنها أيضا عناصر أساسية تدخل في البرنامج الدراسي ومحتوى المادة التعليمية وأساليب التدريس ووسائل الاختبار . كل هذه الأمور تقنيات تربوية أساسية تدخل في تصميم المنهاجية وطريقة التدريس وكلها تخدم الهدف المتمثل في إيجاد الربط الكافي بين استخدام المهارات اللغوية داخل الفصل واستخدام هذه المهارات في الحياة الفعلية .
__________________

المصدر: YIAL FORUMS


أهمية الصورة التعليمية في تدريس الأجانب في